الأربعاء، 23 مايو 2012

اكاد اجزم ام ابراهيم مع حمدين صباحي _ علاء العزة

هذا الصباح استوقفني مقال إياد برغوثي حول سيجارته وحمدين صباحي. استثارني المقال فدخلت الى موقع حملة صباحي وقرأت البيان الانتخابي بتفاصيله. تداخلت صور كثيره في مخيلتي وأنا أراجع البيان الانتخابي وتاريخ الرجل ووجدت نفسي اكتب ذاكرتي مع بيانه الانتخابي.

أم إبراهيم:

في أواخر عام 2001 وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى مداخل المخيم، احتل الجنود المباني العالية المطلة على المخيم، بدأ القصف. مجموعة الشباب المقاوم في المخيم لا تتجاوز عشرة أشخاص، ثماني بنادق قديمة وبندقيتي كلاشينكوف.

رصاصة واحدة يقابلها سلسلة من القذائف وصليات الرصاص المتفجر. في اليوم الثالث لحصار المخيم احترق أول منزل نتيجة القصف. منزل أم إبراهيم احترق الطابق الثاني منه بالكامل. أم إبراهيم ولدت قبل النكبة بعشر سنوات، عاصرت أحلام العرب وهزائمهم. لكنها احتفظت بصورة وحيدة في بيتها، كانت صوره جمال عبد الناصر.

بعد انتهاء القصف وانفكاك الحصار بدأت أم إبراهيم سرد قصة القصف والحرق للأهالي بطريقة جميلة وتفصيلية، ولكن من زاوية كانت غريبة علينا كجيل لم يعاصر إلا الهزائم.

إم إبراهيم بدأت القول: "الجنود احتلوا العمارة المقابلة، صورة عبد الناصر معلقة قبالهم، أول إشي بلشو يطخوا (يطلقون النار) عليه هو عبد الناصر. أنا طلعت من الطابق الأرضي وشفت أول الرصاص كان بجانب الصورة. حرقوا البيت عشان صورة عبد الناصر".

كنا مجموعة من الشباب نحاول أن نساعد في تنظيف المنزل ونمازح أم إبراهيم بأن القصف كان عشوائياً ولم يقصد به صورة عبد الناصر أو غيره. أم إبراهيم لم يعجبها حديثنا، كانت مصرة أن عبد الناصر هو المستهدف، وكانت تضيف جملتها التي لن أنساها " يا اولاد، العرب عمرهم ما بيصيروا إشي بدون مصر".

توفيت أم إبراهيم بعد عدة سنوات، لم تر ثورة مصر في طريقها للانتصار. لم تكن أم إبراهيم استئناءاً، منذ انتصار الثورة في مصر وأنا اعود بالذاكرة إلى حوارات كثيرة دارت بيني وبين رجال ونساء في فلسطين عايشوا تلك الفترة. مصر هي محورها، هي بداية الحوار ونهايته. حوارت مليئة بالشجن إلى زمن جميل مليء بالأحلام الكبرى والتضحيات الجلل. أكاد أجزم، بعد قراءة البرنامج الانتخابي لحمدين صباحي، لو أن أم إبراهيم لا تزالت على قيد الحياة لاختارت صورة حمدين صباحي على حائط منزلها بعد ترميمه.

القمح والمصنع:

بعد ثلاثة أيام من خلع مبارك، وصلت جامعة بير زيت، التقاني طلبتي يوزعون الحلوى احتفالاً بالثورة. أغنية عبد الحليم "احلف بسماها وبترابها" تصدح من مكبر الصوت. إحدى طالباتي عمرها لا يتجاوز العشرين تقول لي أعجبتني فكرة "القمح والمصنع"، وتكمل بالقول إن هذه الأغنية بيان سياسي/اجتماعي. نعم هي كذلك، صورة للحظة تاريخية ارتبط فيها الاستقلال السياسي والكرامة الوطنية مع المطالب الاجتماعية، مع العمال والفلاحين حيث الوطن مشروع نهضوي والسياسة تعبير عن مصالح الأغلبية.

في ذلك الأسبوع طلب مني أن قدم قراءتي لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" في احدى الندوات في مدينة رام الله فكتبت: " بقدر ما هو الشعار تفكيكي الطابع إلا أنه يحمل في طياته نواة البناء لواقع جديد. إن الشعار يحمل ثلاثة مركبات أساسية هي الخبز والكرامة والحرية. فالخبز فهو الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والحق في التنمية، أما الكرامه فهي العقد الاجتماعي الجديد القائم على المواطنة واحترام الفرد وتحوله إلى ذات بعد أن كان موضوعاً مملوكاً لوطن مشخصن، أما الحرية فهي المشروع الجمعي للتخلص من منظومة القمع الاستعماري الواقع على الدولة ومجتمعها".

لم تكن تلك أفكاري وحدي، وإنما خلاصة الحوار مع طلبتي وطالباتي في الجامعة. أكاد أجزم، بعد قراءة البرنامج الانتخابي لحمدين صباحي، لو أن طلبتي يعيشون في مصر لكانوا أول المتطوعيين في حملة حمدين صباحي. 

الثلاثاء، 22 مايو 2012

عندما اجتمعت الاساطير ولد صلاح_ باسل الاعرج


MONDAY, MAY 21, 2012



عندما اجتمعت الاساطير ولد صلاح


بروميثيوس[1] كان هناك ، كلاب شيطانية تنهش كبده ، سرق شعلة النار بسكينه ليهديها لمن ظن بأنهم يستحقون المعرفة ، القاها لنا ، انطفأت بفعل بصاق الكلمات من افواه اصحاب الانوف المستطيلة البينوكيون الذين يحرضون على البناء والدولة .

طريق الالام رسمتها خطوات نعلك البني نحو قيامة الفقراء ، مسيح يستنسخ في كل يوم ، روح هائمة لم تجد الا بني قومك مستقرا لها ، صليبه كان خشبا ، صليبك تراب وحجر ، ان صليبك الارض المشتهاة فلا تلقيها كما القى ابن مريم صليبه ورحل .

فيتزوفيوس[2] هذه المرة كان بين ميلاد نبي وموت نبي[3] ، سبارتاكوس[4] لم يقطع الميدان مطاطأ الرأس بل حملوه على حمالة الى قبو العبيد المجالدين ، تلفت حوله فرأى عبيدا منا لبسوا زي حاشية القيصر ، واطلقوا مشروعا وطنيا لاقامة دولة العبيد بمشيئة كراسوس[5] .

اللات اشتاقت الى ايل ، حزنها الازلي تفجر ، منعها جبل الربة والاحمر صار احمر ورمادي وكائنات شقر مخضرين تنهرها عن ايلها[6] .

يستصرخ بينلوبي[7] ، اما آن لك ان تتوقفي عن لعبتك السمجة ، لم يعد احد يرجوك له زوجة ، عند خوف العبيد لا يقذفون الا شتائما وادرينالين اما التستستيرون فهو لرفاهية الاحرار ، لا تخيطي لك ثوبا ولا تخيطي لي كفنا ، خيطي لهم اقنعة ومقاليع .

عزيزي صلاح ...

اذا لاقيت الملائكة نوصيك بهم رفقا ، فلهم في بدر صولة ...

لا تقلق فقد عرفنا قبلك الف الف ، وسنعرف بعدك الف الف ، نتقن النواح وضرب الهواء بالقبضات ، والنسيان كذلك نتقنه ، سنختار لك زاوية تليق بحجم ألمك على حائط مهجور ، وستظل هناك حتى موسم المطر القادم اذا ما غادرت الشقاوة اطفالها ، لا تقلق علينا سنظل نعلم الحرباء فن التماهي ، لا تقلق سنرث الارض لان الشجعان يموتون على المشانق والجبناء يظلون وحدهم ليرثوا الارض .

ستظل اسئلة الشيخ امام تقرع رأسي وان اجدك لها مجيب

يمكن صرخ من الالم من لسعة النار بالحشى ؟

يمكن ضحك او ابتسم او ارتعش او انتشى ؟

يمكن لفظ اخر نفس كلمة وداع لاجل الجياع ؟

يمكن وصية للي حاضنين القضية بالصراع ؟

ادعوا لصلاح الزغير بالشفاء

باسل الاعرج



[1] اسطورة اغريقية ان اله سرق شعلة النار المقدسة واعطاها للبشر فغضب منه زيوس ووضعه على جبل وحمله صخرة وجعل النسر المقدس يأكل كبده وكلما انتهى كبده نما له كبد اخر
[2] الجبل الذي حوصر فيه سبارتاكوس
[3] بيت لحم والخليل
[4] عبد قام بثورة على روما اطلق عليها ثورة العبيد
[5] القائد الذي هزم العبيد
[6] اسطورة عربية عن الالهة اللات التي وضعت ابنها ايل فترك جبل الربة فبحثت عنه ولم تسطتع ان تصله فبكت حتى صنعت البحر الاحمر من دموعها وكانت هي في جدة وكان ايل في ام الرشراش ولم تستطع ان تصله لذلك سميت العقبة بهذا الاسم
[7] قصة عن اميرة مات زوجها فاراد البعض ان يتزوجها فرفضت الزواج حتى تخيط ثوبا ، فكانت تخيط نهارا وتتلف ما اخاطت ليلا حتى ماتت ولم تنهي خياطة الثوب