الأحد، 19 مايو 2013


هنا المخيم `.......



المخيم ذلك المجهول الذي مشى إليه الفلسطيني بقدميّه مرغما، إبّان جرح النكبة سنة 48، بعدما كان ملّاكا وصاحب عزوة ومال، هذا المخيم تحول في فترة وجيزة إلى صورة وطن ومنفى، وبداية انطلاقة لنضاله طيلة العقود الماضية ضد العدو الصهيوني، ومسرحا لأحلامه المسروقة ضمن بقعة أرض صغيرة لا تتجاوز الكيلومترات.



للمخيم في الذاكرة الفلسطينية دلالات تحمل الكثير من الألم والتشرد والنزوح، هذه الحالة التي عاشها الفلسطيني في بداية هجرته والتي استمرت معه منذ أيام الخيم التي عاشها في بيوت الصفيح، فكان حرها يأكل من جسده صيفا ويقرصه بردها شتاء، إلى المخيم في شكله الحالي وألوف القصص المأساوية التي ترافق نموه وتطوره.
أخذ المخيم عند معين بسيسو شكلا من أشكال الحزن والغربة التي تقتله بصمتها، فالبقية الباقية من شعبه ومن بلده تمتزج ما بين البكاء والجنون، وأكياس" الخيش" التي يسكن فيها أهله وجيرانه، فيعلو صوت الشاعر مدويا بوجه من جاء يسأل عن أطفال شعبه وهو السبب في نكبتهم. كما يظهر في هذا المقطع الشعري صورة الخيام بشكلها الأول" الخيش" والتي كانت السكن الأول للاجئ فيقف باكيا على أطلال هذه الخيمة، حاله حال الشعب الباكي فيها.



تلك البقية من شعبي ومن بلـــدي ما بيــن باك ومجنـون ومرتعـد
تلك البقية من شعبي فذاك أبــــي وتلك أمي وما في الخيش من أحـد
إن جئت تسأل عن أطفالها صرخـت وقهقه السيل لم تحبل ولم تـلــد
يا من نصبت لهم سود الخيام علـى صفر الرمال لقد غاصت إلى الأبـد
ألست جلادهم فاربط غريقـــهـم واسحبه خلفك بالأمراس والــزرد
واترك لأطفاله آثار جــثــتـــه دما توهــج فوق الرمل والـزبـد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق