الاثنين، 19 ديسمبر 2011

سودانيون وأفارقة في سجون اسرائيل.. يطلق عليهم عبيد القرن العشرين
تحتجز اسرائيل نحو 300 سوداني رجالا ونساء اغلبيتهم في سجن النقب والبعض الاخر تم توزيعهم الى اماكن اخرى، وذلك بعد ان عبروا الحدود المصرية باتجاه الجانب الاسرائيلية بشكل اما منفرد واما على شكل جماعات وقد تم وقوعهم جميعا في قبضة القوات الاسرائيلية التي تعاملت في البداية معهم على انهم حالات امنية، ولكن بعد خضوعهم للتحقيق والاستجواب تبين جميعهم بانهم عبروا الحدود بهدف البحث عن عمل وهربا من ظروف بلادهم بحسب مايقول العديد من الاسرى الفلسطينيين في سجن النقب الذين تسنوا الالتقاء بهم ومعرفة احوالهم.

الاسير مهند عثمان العزة المعتقل في سجن النقب منذ نحو ثلاث سنوات قال انهم اكثر من 300 شخص " هربوا من دولهم نتيجة الفقر والظلم والاضطهاد والبطالة، وتجمعوا في سجن النقب (أنصار3) من دول مختلفة وهي: إثيوبيا، نيجيريا، اريتريا، والجزء الأكبر من السودان وبالأخص من دارفور، وذلك طلبا ً منهم لإيجاد حياة أفضل ونتيجة الوضع البائس في جنوب أفريقيا. حيث وجدوا أنفسهم يعبرون الحدود نحو مصر لقربها من السودان جغرافيا ً، وذلك طلبا ً للحياة الكريمة، وعندما قوبلوا بإهمال ونبذ من قبل الجمهورية المصرية، عاشوا هناك في الشوارع والحدائق العامة وبدون مأوى".

واضاف العزة بانه ومن جراء هذا الوضع لم تبق من خيارات أمامهم سوى التوجه إلى إسرائيل عن طريق صحراء سيناء، حيث قدموا على شكل مجموعات صغيرة ودخلوا بطرق سرية إلى إسرائيل، وقد اختلفت طرق وصولهم، فبعضهم قد دفع أموالا ً مقابل نقله ومبالغ تصل إلى 5000 دولار فما فوق وذلك بعقد اتفاق مع مهرب لإدخالهم ونقلهم عبر الصحراء، وقد أقنع المهربون البعض منهم أنه سوف يوصلهم إلى أمريكا للعمل هناك والبعض تم إقناعهم بأنه سوف يصل إلى مكتب لوكالة الغوث وفيها يتم طلب اللجوء السياسي، فكانوا يعبرون الصحراء في رحلة الموت.

ثم يتوجهون نحو ما يرى من الأضواء، وبما أن الصحراء هي من الجانب المسيطر عليه من قبل (حرس الحدود الإسرائيلي) وهي منطقة عسكرية تستغل للتجارب والعمل العسكري، فيتم الإمساك بهم بسهولة، ومن يحالفه الحظ يكمل طريقه ليجد نفسه على أبواب سجن النقب ليتم احتجازهم داخل السجن، حيث عاشوا في البداية بين أقسام الأسرى الأمنيين ومن ثم تم إدخالهم إلى الأقسام بين الأسرى الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 2200 أسير داخل النقب.

وبعد أن زاد عددهم ليصل إلى أكثر من 300، تم سحبهم من قبل إدارة السجن ووضعهم في أقسام لوحدهم، ويتم استغلالهم في العمل والتنظيفات وغسيل السيارات التابعة لضباط الإدارة وتنظيف المكاتب والشوارع ما بين أقسام السجن وتنظيف المطابخ ونقل النينجا (حاويات النفايات) من الأقسام ومن ثم العمل في البناء والسياج وكل ذلك مقابل قوت يومهم والدخان فقط.

ويعيشون داخل خيم بأوضاع سيئة لا تصلح للحياة البشرية، حيث كان الفلسطينيون يرسلون لهم الدخان والملابس في حال توفر ذلك، وكانوا يأكلون من مطبخ الأسرى الفلسطينيين إلى أن أخذت إدارة السجن المطبخ وأصبح في أيدي المدنيين، وقد تطور الوضع لديهم ليتم توزيعهم على السجون الإسرائيلية للعمل في النظافة والخدمات مثل سجن الرملة ونفحة والنقب والسبع وأصبحوا يأخذون معاشا يتراوح مابين 200 إلى 300 شيكل شهريا ً".

ويضيف العزة ان هؤلاء الذين تسللوا منذ العام ولا يزال يحاول البعض الدخول ايضا يمكن تقسيمهم لثلاثة اقسام، فالقسم الاول هم عرب ومن المثقفين وحملة الشهادات يطالبون بإخراجهم من السجون وإعادتهم إلى بلادهم، ويرفضون البقاء هنا، ويطالبون بمحاكمتهم إذا لزم الأمر.

اما القسم الثاني فقد اصبح يعمل في "الكيبوتسات" خارج السجن وهؤلاء يتقاضون أجورا ً شهرية تتراوح ما بين 600 شيكل و 1000 شيكل ويريدون الاستمرار في العمل داخل "الكيبوتسات".

والقسم الثالث أن يصبحوا يهود "وهم الأخطر" حيث يتم تعليمهم وتربيتهم عن طريق عملية غسيل دماغ، يزورهم حاخامات صهاينة لإقناعهم بالديانة اليهودية والفكر الصهيوني العنصري بالإضافة لتعليمهم اللغة العبرية، ويتم إخراجهم زيارات خارج السجن.

حيث ذهبوا في آخر زيارة لهم إلى موقع يسمى "الكارثة والبطولة" في القدس وذلك جزء من عملية إقناعهم باليهودية وتشريبهم الأفكار العنصرية المتطرفة، وإقناعهم بحق اليهود بأرض فلسطين " حسب تعبير العزة الذي يضيف انه، "لا يوجد أي تحرك من قبل دولهم للمطالبة بهم، وقلة من يعرفون عن هؤلاء الناس، مع العلم أن سجن النقب (أنصار3) في وسط الصحراء وفي ظروف سيئة وقاسية وبين الأسرى الفلسطينيين يوجد بعض الأسرى المصريين الذين يتم زيارتهم من قبل ممثل السفارة المصرية وجزء من المصريين الذين يعيشون في سيناء ويعملون في التهريب.

إلا أن هؤلاء الأسرى يعيشون مع الفلسطينيين بعكس الأفارقة والسودانيون، وحتى هذه اللحظة فنحن داخل السجن نرى السودانيون والأفارقة يأتون لينظفوا وينقلوا النفايات من الأقسام ويمنع منعا ً باتا ً الحديث معهم بأي شكل من الأشكال، وهم يعملون من الصباح حتى المساء تحت أشعة الشمس الحارقة ودرجات الحرارة العالية جدا ً، وتحت إشارة بضغط جنود الاحتلال كالعبيد مقابل الطعام فقط".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق